*+*+((منتدى هوكر الشامل))+*+*
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فتنة الغرب

اذهب الى الأسفل

فتنة الغرب Empty فتنة الغرب

مُساهمة من طرف مجنون العيون السود الجمعة يونيو 01, 2007 11:43 am


عبر التاريخ ظهرت المكتشفات والمخترعات ، إلا أنها في عهد الحضارة الغربية قفزت قفزة فلكية أدت إلى تغيير شكل الحياة على وجه الأرض .

شكل الحياة قبل قرنين من الزمان في معظم أنحاء العالم لا يكاد يختلف عن شكل الحياة قبل عشرة قرون وقبل عشرين قرناً . وخلال فترة وجيزة أدى انهمار المكتشفات والمخترعات إلى حدوث نقلة بشرية نوعية غير مسبوقة على الصعيد المادي .

بإمكانك أن تطوف الأرض في بعض يوم . بإمكانك أن ترى وتسمع ما يحدث في أقصى الأرض دون أن تغادر منزلك . بإمكانك أن تتحدث مباشرة مع أي إنسان في أبعد نقطة وكأنه يقف أمامك . بإمكانك أن تتحكم في أموالك وأن تديرها من منزلك أو من أي مكان تقيم فيه أو تنتقل إليه . بإمكانك أن تكتب من بيتك ما أردت ثم توافق على إرساله عبر الإنترنت ليقرأه أي إنسان على وجه الأرض .

في الطب والجراحة وزراعة الأعضاء والأدوية والهندسة والاتصالات والمواصلات والإعلام والفلك وأسلحة الحروب وغيرها من الميادين حدثت تطورات تفوق الخيال .

عبر التاريخ ظهرت مقولات وأفكار وفلسفات إلحادية ، إلا أنه في عصر الحضارة الغربية أصبح الإلحاد ركيزة وعقيدة هذه الحضارة وتم بثه إلى مختلف أصقاع الأرض ، سواء كان إلحاداً سافراً ومباشراً كما هو الحال في فكرة الطبيعة والفلسفات المادية أو كان إقصاء واستبعاداً للدين كما هو الحال في فكرة العلمانية .

عبر التاريخ كان هناك شكل معين لأوضاع النساء وعلاقاتهن وأزيائهن ، إلا أنه في عهد الحضارة الغربية تم قلب أوضاع النساء في معظم أنحاء العالم رأساً على عقب .

عبر التاريخ هيمنت بعض الدول عسكرياً على بعض الدول ، أما في عصر الحضارة الغربية فقد اكتسح الغرب العالم عسكرياً واكتسحه ثقافياً واكتسحه إعلامياً واكتسحه علمياً واكتسحه اقتصادياً واكتسحه فنياً !!

هذا التأثير العميق على البشر وعلى الحياة وإنتاج كل ما هو إيجابي وكل ما هو سلبي أدى إلى إحداث أعظم فتنة في الأرض .

وإذا كانت الفتنة تعني تشكيك الناس في عقائدهم وأفكارهم ورؤاهم وأوضاعهم واقتصادهم وسياستهم وأخلاقهم ، فإن الغرب قدم ولا زال يقدم ما يفوق التصور على هذا الصعيد !!

إذا نظرنا إلى مفهوم الفتنة من بوابة العجائب ( المكتشفات والمخترعات ) والشبهات والشهوات فإن الغرب يقدم خلال القرن الواحد ، بل ربما خلال العقد الواحد ، ما قدمه البشر عبر التاريخ من عجائب وشبهات وشهوات !!

لننظر إلى القدرات ، فالبعض قد يرى بأنه لا يوجد ما يمنع من ظهور تجربة نهضوية جديدة في المستقبل تجسد قدرات تفوق ما قدمته التجربة الغربية .

والواقع أنه لا يوجد ما يحول دون حدوث هذه الفرضية ، ولكن إذا ربطنا الأمر بمفهوم ومعنى الفتنة فإنه لن يشهد التاريخ البشري قدرات مترابطة مع معنى الفتنة كالتي جسدتها التجربة الغربية ، نظراً لأن فتنة القدرات ترتبط بمرحلة بداياتها وظهورها البطيء ومقدار مصادمتها للوعي السائد والقناعات السائدة .

من هذه الزاوية لن توجد تجربة نهضوية توازي التجربة الغربية ، ففتنة قدراتها ارتبطت بالبدايات المتفرقة والبطيئة والتدريجية التي شكلت بداية التحـول من شكل الحياة القديم إلى شكل الحياة الحديث .

لا يوجد شيء يمكن أن يفتن الناس مثل ظهور أفكار تصادم قناعاتهم الراسخة ومعلوماتهم المستقرة ومسلماتهم ومعتقداتهم دون أن يكون لديهم القدرة على تحجيمها أو مواجهتها أو تقديم البديل عنها . والحضارة الغربية كانت نموذجية على هذا الصعيد . ومهما ظهر من حضارات مادية جديدة فإنها لا يمكن أن تقدم ما هو أكثر من استثمار وتطوير الأسس والاختراقات التي أحدثتها الحضارة الغربية .

لننظر على سبيل المثال إلى معلومة مثل كروية الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشمس .

هذه المعلومة أصبحت عادية ولا تكاد تثير أحداً ويدرسها أطفالنا كإحدى المسلمات التي لا غرابة فيها . أما في بداية ظهورها وخلال رحلة إثباتها والتدليل عليها واستثمارها فقد كانت معلومة مدوية هزت الثقافة السائدة وأثارت الكثير من الهواجس والتساؤلات والشبهات والنظريات والفلسفات المصادمة للدين .

حين تم اختراع أول محرك ثم أول قاطرة وأول سيارة وأول هاتف وأول تلغراف وأول طائرة امتلأ الناس بالدهشة وراجعوا ثقافاتهم السائدة وتشككوا فيها وطرحوا ألف سؤال وسؤال وألف شبهة وشبهة بشأنها وكان الأمر أشبه بأعظم وأغرب صنوف السحر والعجائب والغرائب . حين حط أول إنسان على سطح القمر كانت لحظة مدوية في تاريخ الأرض .

المشكلة هي أن رحلة التطور الغربي كانت تتم في إطار الصدام مع الدين كما عرفته أوروبا في القرون الوسطى ، باعتباره هو التحدي الحقيقي الذي واجه الحركة العلمية وحاول وأدها . وبالتالي فقد وظفت الكشوف والمخترعات في مواجهة الدين وفي إطار الرغبة في إيجاد البديل عنه . وهذه أوضـاع لا يمكن أن تتكرر مرة أخرى .

لقد ظهرت المكتشفات والمخترعات بشكل بطيء ومتدرج ، واتسمت بشدة مصادمتها للأوضاع والثقافات السائدة وبظهورها في جو الصراع والصدام المحتدم مع الدين .

وهذه أوضاع وظروف لا يمكن أن تحدث مرة أخرى بذات الدرجة .

وهانحن نشاهد في العقود الأخيرة كيف أن المخترعات والمكتشفات أصبحت متسارعة إلى حدود مذهلة ، ورغم ذلك فإنها لم تعد تحدث لدى الناس عشر معشار الفتنة والتساؤلات التي كان يحدثها أي اكتشاف أو اختراع خلال فترة ظهور وشيوع منتجات التجربة الغربية الحديثة .

أجدادنا قرأوا على الهاتف حين شاهدوه أول مرة ، وكان أبناء المدن والقرى يتقاطرون خلف السيارة والطائرة ويتحاشدون لرؤية التلفاز أو سماع المذياع أو مشاهدة الصور وكأنهم يدخلون أحد العوالم السحرية .

هـذا الوضع انتهى ، وأطفالنا وبعض عجائزنا أصبحوا يستهلكون أحدث الأجهزة التقنية دون التساؤل إلا عن كيفية الاستخدام ومزايا تلك الأجهزة وخدمات الصيانة وما بعد البيع .

المركبات المأهولة وغير المأهولة تطوف الفضاء وتصل إلى المريخ وإلى حدود المجموعة الشمسية ، والأقمار الصناعية تحيط بالأرض وتنقل الصور والأحاديث لألوف القنوات التلفازية والإذاعية وملايين الخطوط الهاتفية ، والناس لم يعد يشغلهم سوى كيفية الاستهلاك وماهية الخدمات الجديدة .

فتنة المكتشفات والمخترعات حدثت خلال مرحلة التحول نحو الحياة الحديثة ، وكل النظريات والأفكار الإلحادية الكبرى ارتبطت بتلك المرحلة وكانت مسكونة بالصدام مع الدين ومبنية على أجزاء أولية من الحقائق العلمية التي سرعان ما تبعتها أجزاء وشواهد ودلائل نقضت أو عدلت أسس تلك النظريات والأفكار . وهانحن نشاهد كيف أن وتيرة المكتشفات والمخترعات تتسارع بصورة هائلة إلى حد أن ما أصبح يظهر منها خلال عقد أو عقدين يفوق ما كان يظهر خلال قرون , ورغم ذلك فإن ما واكب هذه الوتيرة المتسارعة هو عودة الإحياء الديني وتراجع النظرة والأفكار الإلحادية حتى في البيئات الغربية ذاتها .

لم تعد أداة الصدام مع الدين هي المكتشفات والمخترعات ، بل أصبح الصدام يدور حول نمط الحياة والسلوك ( النظام السياسي ، النظام القانوني ، النظام الأخلاقي ، أوضاع المرأة ، أوضاع الأقليات ...... ) .

وبالتالي فمرحلة توظيف المخترعات والمكتشفات في خدمة الإلحاد قد ولت وانقضت وفقدت معظم دوافعها وقابليتها للتبني أو الشيوع الواسع . أما الأفكار المتعلقة بنمط الحياة والسلوك فالأديان لم تعد تملك سوى التعايش مع الفكرة العلمانية ، عدا الدين الإسلامي الذي يحمل مضموناً دنيوياً . وأتباع هذا الدين قد واجهوا الفتنة مع التجربة الغربية ولن يكون أمام أية تجربة جديدة سوى استهلاك وإعادة إنتاج مقولات التجربة الغربية ، وهو وضع لا يمكن أن يثير فتنة تستحق الذكر .

وهكذا فإن فتنة التجربة النهضوية الغربية على صعيد المكتشفات والمخترعات والشبهات والشهوات لا يمكن أن تتكرر بذات الدرجة ، فهي وليدة فترة التحول نحو الحياة الحديثة ووليدة الملابسات والظروف التي ارتبطت بتلك الفترة .

لقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكثير من أحداث المستقبل ، مثل بعض الأحداث التي وقعت في عهد الصحابة ، وأنبأ عن الملك العضوض والملك الجبري ، وأنبأ عن زمن نطق الرويبضة وخيانة الأمانة وشيوع الزنا والخمر والمعازف وإسناد الأمر إلى غير أهله ، وحصار العراق والشام ، وعلو اليهود ...... الخ . فهل من المنطقي والمعقول أن يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن أحداث المستقبل الكبرى والمتوسطة ، بل وبعض الأحداث الصغرى ، بينما لا يخبر عن الحضارة الغربية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس على مدى قرون وغيرت شكل الحياة على وجه الأرض وفتنت المسلمين كما لم يفتنوا من قبل ؟!!!

ليس من المعقول ولا من المفهوم لكل متدبر لنبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم أن تغيب صورة هذا المشهد الأسطوري للحضارة الغربية عن الأحاديث النبوية !!
وإذا كان غياب فتنة الحضارة الغربية عن أحاديث الرسول ليس معقولاً ولا مفهوماً فلماذا غابت إذن ؟!!!

قد تكون غائبة ، وهذا أمر يصعب فهمه أو تفسيره ، وقد تكون موجودة بقوة ولكنه كان من الصعب ، بل من المستحيل ، اكتشاف ذلك قبل ظهور الحضارة الغربية ، باعتبار أن الإخبار عن تلك الحضارة هو إخبار عن أمر غيبي يستحيل اكتشاف صورته الدقيقة قبل حدوث تلك الصورة وتحققها .

وإذا صح ذلك فأين يمكن أن نجد إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عن فتنة الحضارة الغربية ؟!!

لا شك أننا سنجدها في أخبار الفتن !!

وإذا كانت الحضارة الغربية هي أعظم وأكبر فتنة شهدتها الأرض ، فما هي أعظم وأكبر فتنة أخبر عنها الرسول وحذر منها ؟!!

إنها فتنة المسيح الدجال !!

هل يوجد رابط بين فتنة الحضارة الغربية وفتنة المسيح الدجال ؟!

في رأيي أن الرابط تام وعميق ومؤكد ، ولكن بعد إعادة الفهم وإعادة التدبر للأحاديث الواردة بشأن المسيح الدجال .

ومن أجل حسن فهم ما أخبر عنه الرسول ، لنتصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر الصحابة الكرام عن الحضارة الغربية مباشرة . فما هي الصورة التي كان يمكن أن ترد في أحاديث الرسول ؟!!
مجنون العيون السود
مجنون العيون السود
‗ـ▫♫‗=¨‾ADMIN‾¨=‗♫▫ـ‗
‗ـ▫♫‗=¨‾ADMIN‾¨=‗♫▫ـ‗

ذكر
عدد الرسائل : 92
العمر : 43
العنوان : مملكة الحب
تاريخ التسجيل : 23/04/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى